سورة الفرقان - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفرقان)


        


{وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً (39)}
قوله تعالى: {وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ} قال الزجاج. أي وأنذرنا كلا ضربنا له الأمثال وبينا لهم الحجة، ولم نضرب لهم الأمثال الباطلة كما يفعله هؤلاء الكفرة.
وقيل: انتصب على تقدير ذكرنا كلا ونحوه، لان ضرب الأمثال تذكير ووعظ، ذكره المهدوي. والمعنى واحد. {وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً} أي أهلكنا بالعذاب. وتبرت الشيء كسرته.
وقال المؤرج والأخفش: دمرناهم تدميرا. تبدل التاء والباء من الدال والميم.


{وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً (40)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ} يعني مشركي مكة. والقرية قرية قوم لوط. و{مَطَرَ السَّوْءِ} الحجارة التي أمطروا بها. {أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها} أي في أسفارهم ليعتبروا. قال ابن عباس: كانت قريش في تجارتها إلى الشام تمر بمدائن قوم لوط كما قال الله تعالى: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ}
وقال: {وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ} وقد تقدم. {بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً} أي لا يصدقون بالبعث. ويجوز أن يكون معنى {يَرْجُونَ} يخافون. ويجوز أن يكون على بابه ويكون معناه: بل كانوا لا يرجون ثواب الآخرة.


{وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41) إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (42)}
قوله تعالى: {وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً} جواب {إِذا} {إِنْ يَتَّخِذُونَكَ} لان معناه يتخذونك.
وقيل: الجواب محذوف وهو قالوا أو يقولون: {أهذا الذي} وقوله: {إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً} كلام معترض. ونزلت في أبى جهل كان يقول للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مستهزئا: {أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} والعائد محذوف، أي بعثه الله. {رَسُولًا} نصب على الحال والتقدير: أهذا الذي بعثه الله مرسلا. {أَهذَا} رفع بالابتداء و{الَّذِي} خبره. {رَسُولًا} نصب على الحال. و{بَعَثَ} في صلة {الَّذِي} واسم الله عز وجل رفع ب {بَعَثَ}. ويجوز أن يكون مصدرا، لان معنى {بَعَثَ} أرسل ويكون معنى {رَسُولًا} رسالة على هذا. والألف للاستفهام على معنى التقرير والاحتقار. {إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا} أي قالوا قد كاد أن يصرفنا. {عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها} أي حبسنا أنفسنا على عبادتها. قال الله تعالى: {وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا}
يريد من أضل دينا أهم أم محمد، وقد رأوه في يوم بدر.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10